*"عمر وحيد"*
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
في هذا العالم الواسع، حيث تلتقي الطُرق وتختلف الأقدار، كان هناك شخص واحد فقط يركض وراء ابتسامات الآخرين، دون أن يتوقف ليراعي نفسه. اسمه *عمر*، شاب في مقتبل العمر، يعيش في مدينة تتنازعها الأضواء والظلال، والناس مشغولون بحياتهم اليومية، لا يكاد أحد يرفع رأسه ليلاحظ الآخر.
*عمر* كان دائمًا موجودًا عندما يحتاجه الآخرون. كان *الملاذ الآمن* لكل شخص، *الصدر الحنون* لكل من يمر بصعوبة، واليد الممدودة لكل من يحتاج للمساعدة. كان يضع مشاعر الآخرين فوق مشاعره، وسعادته تكمن في رؤية الآخرين في أفضل حال.
"أنا هنا من أجلكم"، كان يقول لهم دائمًا بابتسامة لا تظهر فيها أي خيبة، حتى وإن كانت روحه منهكة. كان يعزف على أوتار العطاء بكل ما أوتي من قوة، حتى وإن كانت تلك الأوتار تشعره *بالألم*. كان يضحي بوقته، وعمره، وأحيانًا بكبريائه، فقط ليجعل الآخرين يشعرون بالراحة، ليجعلهم يبتسمون.
لكنه كان يعلم في أعماقه أنه عندما ينتهي اليوم، وعندما يغلق الجميع هواتفهم ويذهبون إلى منازلهم، *يظل هو وحده*. في الظلام، في الزوايا التي لا يراها أحد، كان *عمر* يختبئ بين *أفكاره* و*أحزانه*. كان يشعر وكأن *الفراغ* يبتلع قلبه شيئًا فشيئًا، لكنه كان يردد في نفسه: "لا بأس، طالما أنني جعلتهم سعداء، فهذا يكفي."
مرَّت الأيام، والأسابيع، والشهور، وكلما مضت اللحظات، كانت الوحدة تزداد ثقلاً على قلبه. كانت *حياته مليئة بالآخرين*، لكن *روحه* كانت *وحيدة*. كان يرى أصدقائه يقضون وقتهم مع عائلاتهم وأحبائهم، بينما كان هو يقضي الليل في صمت، يتمنى لو أن أحدًا يفكر فيه، ولو للحظة.
*"لماذا لا أحد يلاحظني؟"* كان يتساءل في قلبه، بينما كان يرى الجميع يتحدث عن همومهم، ويشكو من مشاعرهم، ويبحثون عن العزاء في بعضهم البعض، بينما كان هو لا يجد أي شخص يخفف عنه آلامه. كان يشعر وكأن *الزمن يسير بسرعة*، لكن *هو وحده يتوقف*. الجميع في سعي مستمر وراء أحلامهم، بينما هو لا يزال *عالقًا* في مكانه، يحاول *إرضاء الجميع*، دون أن يسأل نفسه: *من سيراعي عمر؟*
ثم جاء اليوم الذي أصبح فيه أكثر وضوحًا، حيث بدأ يشعر بأن *الوقت قد نفد*. كان قد أعطى الكثير، وكلما قدم أكثر، *كان يشعر أنه يبتعد عن نفسه أكثر*. في قلبه كان هناك *صراع طويل* بين *ما يريده* وبين *ما يفعله*، ولكن في النهاية، كان *يخسر* نفسه لأجل الآخرين.
*عمر* بدأ يشعر أن الدنيا قد *أغلقت أبوابها في وجهه*، فمهما قدم من تضحية، لا أحد كان يفكر في أن *يطمئن عليه* أو *يسأل عنه*. كان دائمًا يرفع أيديهم، ولكن لا أحد كان يمد يده له. كان يشعر وكأن *عمر* لا يعني شيئًا في عالم مليء بالأنانية، عالم يركض فيه الجميع وراء *مصلحتهم*، بينما هو يقف في المنتصف، يراقب الجميع وهو يعاني في صمت.
في إحدى الليالي، بعد يوم طويل من العطاء، جلس *عمر* وحده في غرفته، والنوافذ مفتوحة على *السماء المظلمة*، التي بدت *شاحبة* مثل قلبه. كان يتساءل: "هل سأظل دائمًا وحيدًا؟ هل هناك من يهتم بي؟ أم أنني مجرد شخص يمر في حياة الآخرين دون أن يترك أثرًا؟"
لكن، كما كان دائمًا يفعل، *أغمض عينيه*، وابتسم، لأنه عرف أن الحياة ستستمر، وأنه سيكون دائمًا *الشخص الذي يقف إلى جانب الآخرين*، حتى وإن كان ذلك يعني أنه سيظل *وحيدًا*.
---
*النهاية المفتوحة*:
*عمر* لم يكتشف بعد ما إذا كانت حياته ستتغير، ولم يعرف بعد ما إذا كان سيجد يومًا من يهتم به مثلما يهتم بالآخرين. ربما كانت تلك هي حقيقة الحياة بالنسبة له، أن يكون الشخص الذي يظل في الظل، يضيء الطريق للآخرين دون أن يطلب شيئًا في المقابل. ومع ذلك، *عمر* سيظل في *حاله*، *وحيدًا*، ربما للأبد.
---
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق