*"أصداء العشائر"*
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
*الجزء الأول: بداية جديدة*
في أحد أحياء البصرة القديمة، حيث الرياح تأتي من دجلة وتنقل معها عبق التقاليد والأصوات القديمة، كانت *سارة* الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، تراقب الحياة من نافذة منزلها. كانت فتاة صغيرة في جسدها، لكن قلبها كان يحمل آمالًا وأحلامًا كبيرة. كانت تحلم بحياة أفضل، حياة لا تخضع لقيود العادات والتقاليد العشائرية التي تحكم الجميع.
سارة كانت الابنة الوحيدة لعائلة متواضعة تنتمي إلى عشيرة "الدرّاج"، وهي عشيرة قديمة تتسم بالعراقة لكن مشهورة أيضًا بالعداوات المستمرة مع عشيرة "المجيد"، وهي عشيرة منافسة. كانت هذه العداوات مستمرة منذ عقود طويلة، ويدفع الثمن في معظم الأحيان الأبرياء، مثل سارة التي لم تكن في يوم من الأيام جزءًا من هذا الصراع.
---
*الجزء الثاني: القرار الصعب*
بينما كانت سارة في المدرسة، وتواصل حياتها اليومية مثل أي فتاة أخرى، كان في خلفية الأحداث السياسية والاجتماعية في القرية شيء أكبر يهدد حياتها. كان والدها، الذي ينتمي إلى عشيرة "الدرّاج"، قد تورط في صراع قديم مع عشيرة "المجيد"، وكان هذا الصراع قد وصل إلى نقطة حرجة جدًا.
في أحد الأيام، بعد اجتماع طارئ لشيوخ العشائر، تم اتخاذ القرار بأن *سارة* هي الضحية التي سيتوجب عليها دفع ثمن هذه العداوة. كان القرار قاسيًا للغاية، حيث سيتم تزويجها إلى *عبد الرحمن المجيد*، الشاب من عشيرة العدو، بهدف إنهاء الصراع بين العشيرتين. لم يكن لسارة أي خيار في هذا الموضوع، فقد تم اتخاذ القرار نيابةً عنها.
---
*الجزء الثالث: أول خطوة في طريق المعاناة*
في اليوم الذي كان من المفترض أن يتم فيه الزفاف، كانت سارة في قمة الحزن. لم تكن تعرف عبد الرحمن، ولم يكن لديها أدنى رغبة في الزواج من شخص لم تكن تعرفه، بل وكان جزءًا من العشيرة التي كانت تسبب لهم الكثير من الأذى. لكن في ذلك اليوم، لم يكن هنالك شيء يمكنها فعله.
كان الزفاف عبارة عن مراسم فرضتها العادات والتقاليد. كان عبد الرحمن، الشاب الذي وقع عليه الاختيار، لا يزال في العشرينات من عمره، وكان يظهر على وجهه الحزن والبرود. لم يكن هذا الزواج بالنسبة له أكثر من اتفاق بين العشائر، وليس أكثر من واجب اجتماعي.
---
*الجزء الرابع: العيش في الظل*
مرت الأيام وسارة في حياتها الجديدة، التي كانت أقرب إلى سجن كبير منها إلى حياة حرة. كانت تُجبر على تنفيذ كل الأوامر، وتعيش في ظل شبح العادات التي تفرض عليها دورًا غير الذي كانت تحلم به. كانت تُعامل كأداة بين يدي العشيرة، لا أكثر. عبد الرحمن، زوجها، كان يعيش حياته كما يريد، دون أن يعير اهتمامًا لمشاعرها أو حقوقها.
كانت سارة تشعر بالوحدة في قلب هذا الزواج المفروض. لم يكن هناك من يهتم بها، وكانت حياتها مليئة بالألم والذل. كانت تشعر وكأنها قد فقدت كل شيء، ولكن ما زال هناك شعور بداخله، شعور يرفض الاستسلام.
---
*الجزء الخامس: ضياع الأمل*
مرت سنوات على زواج سارة، وهي لا تزال محاصرة في هذا الكابوس. عبد الرحمن لم يتغير، بل استمر في معاملتها وكأنها مجرد واجب اجتماعي. كانت حياتها تتكون من الأعمال المنزلية فقط، ولم يكن لها أي حق في اتخاذ القرارات. كانت تشعر بأنها مجرد ظل في حياة شخص آخر، وأن أحلامها قد تلاشت في زحمة الحياة القاسية.
كانت أوقات الفراغ لها مجرد لحظات قصيرة من الهروب، حيث تجد نفسها غارقة في التفكير، تتساءل هل سيكون هناك يوم تخرج فيه من هذا الوضع؟ ولكن في أعماقها، كانت تعرف أن التغيير لن يأتي بسهولة.
---
*الجزء السادس: المواجهة الأولى*
في أحد الأيام، بعد فترة طويلة من المعاناة، قرر عبد الرحمن أن يُخبر سارة بشيء مهم. كان قد تورط في مشكلة كبيرة مع إحدى العشائر المجاورة، وكان الوضع يزداد تعقيدًا. لم يكن يعرف كيف يخرج من هذه الورطة. وفي تلك اللحظة، قرر أن يطلب مساعدتها.
"سارة، أنا في مشكلة كبيرة. العشيرة كلها في خطر، وأحتاج إلى مساعدتك." قال عبد الرحمن وهو ينظر إليها بعينين مليئتين بالقلق.
فوجئت سارة، فهي لم تكن تتوقع أن يطلب منها المساعدة. لكنها في الوقت نفسه شعرت بشيء غريب في قلبها. شعور لم تشعر به منذ زمن. كان هذا الشعور هو *الأمل*.
---
*الجزء السابع: اكتشاف الحقيقة*
بينما كانت سارة تساعد عبد الرحمن في محاولة حل مشكلته مع العشيرة، بدأت تلاحظ شيئًا غريبًا في تصرفاته. كان يبدو عليه الندم والاعتراف بخطأه في حقها طوال هذه السنوات. بدأ يظهر اهتمامًا بها، وبدأ يقدّر مشاعرها أكثر.
في هذه الفترة، اكتشفت سارة شيئًا مهمًا عن نفسها. كانت تكتشف أنها ليست مجرد ضحية للعادات، بل كانت امرأة قوية، قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها. ومع مرور الوقت، بدأ قلبها يتغير نحو عبد الرحمن. بدأت ترى فيه شخصًا مختلفًا، شخصًا يتغير بسبب مشاعر الندم.
---
*الجزء الثامن: التحول الكبير*
بدأت العلاقة بين سارة وعبد الرحمن تتغير بشكل تدريجي. في البداية، كان التغيير بطيئًا، ولكن مع مرور الوقت، بدأ عبد الرحمن يظهر مشاعر حقيقية تجاه سارة. بدأ يحترمها، ويشعر بالندم على ما فعله بها طوال تلك السنوات.
في أحد الأيام، قال لها: "سارة، أنا أخطأت بحقك طوال هذه السنوات. لم أكن أرى فيك سوى واجب اجتماعي، لكنك الآن أصبحتِ أكثر من ذلك. أنا أرى فيك امرأة قوية، وأنا أريد أن أكون معك لأنني أحبك."
كانت هذه الكلمات هي بداية تحول كبير في حياتهما. بدأت سارة ترى عبد الرحمن بطريقة جديدة، وأصبحت مشاعرها تجاهه أكثر وضوحًا. بدأت تحبه.
---
*الجزء التاسع: بداية الحب*
مع مرور الوقت، بدأ الحب ينمو بين سارة وعبد الرحمن. كانا يتحدثان عن الماضي، وعن المعاناة التي مرّا بها. لكنهما كانا يدركان أن الحب الذي نشأ بينهما لم يكن مجرد رد فعل على الظروف، بل كان حبًا حقيقيًا.
ومع هذا التغيير، بدأت سارة تشعر بأنها قد تحررت من قيود الماضي، وأن حياتها بدأت تأخذ مسارًا جديدًا، مسارًا مليئًا بالأمل والفرص.
---
*الجزء العاشر: النهاية السعيدة*
بعد مرور العديد من السنين، أصبح سارة وعبد الرحمن أكثر قربًا من بعضهما البعض. لم يكن الأمر مجرد قصة حب، بل كان قصة عن التحول والنضج. أصبحت سارة المرأة التي حلمت أن تكون، وأصبح عبد الرحمن الرجل الذي يستحق حبها.
وفي يوم من الأيام، كان عبد الرحمن يقف أمام سارة، وهو يحمل في يده خاتمًا، وقال لها: "سارة، أريد أن أكون معك إلى الأبد. هل تقبلين أن تكوني زوجتي بحق؟"
ابتسمت سارة، وعينيها تلمعان بالدموع، وقالت: "نعم، عبد الرحمن. أقبل."
كان ذلك اليوم هو بداية جديدة لحياة مليئة بالحب والاحترام.
---
*نهاية الرواية*
---
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
فديت الي يكتب القصص الي احبهن 😘
ردحذف